Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف استغلت الشركات الأميركية "شماعة التضخم" لزيادة الأرباح؟

محللون: استمرار البنك المركزي برفع الفائدة تسبب في قبول المستهلكين أي أسعار

استطلاع رأي: الشركات تعتمد على قوة طلب العملاء عند تسعير المنتجات (أ ف ب)

ملخص

محللون يشيرون إلى "تضخم الجشع" في أميركا واستغلال الشركات للأزمة الاقتصادية بقصد زيادة الأرباح.

بعد عامين من ارتفاع الأسعار لا يزال الاقتصاديون غير قادرين على الاتفاق على سبب حدوث أسوأ أزمة تضخم في العالم منذ عقود، وفي حين أن بعض الاقتصاديين يتهمون اختناقات سلاسل التوريد في حقبة وباء كورونا والحرب في أوكرانيا ومختلف السياسات الاقتصادية الأميركية، يقول آخرون إن ذلك يرجع إلى "تضخم الجشع"، وهي فكرة أن الشركات تستخدم معدلات تضخم أعلى كذريعة لرفع الأسعار لتحقيق مزيد من المكاسب والأرباح.

ومع ذلك ووفقاً للنتائج الأولية في مسح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك قد يكون هناك شيء آخر تستغله الشركات في استمرار زيادة أسعار السلع والمنتجات وأيضاً الخدمات، إذ وجد الاستطلاع الذي شمل 700 شركة في جميع أنحاء نيويورك وأتلانتا وكليفلاند أن قوة طلب العملاء تفوقت على جميع العوامل الأخرى التي تضعها الشركات في الاعتبار عند تحديد الأسعار، بما في ذلك هوامش الربح الثابتة والتضخم الإجمالي.

هذا يعني أنه يمكن للنشاط التجاري تحديد الأسعار بشكل أساسي بالارتفاع الذي يريده أو الذي تحدده الشركات المنتجة ومقدمو الخدمات، طالما أنها ليست عالية جداً لتؤدي إلى إبعاد قاعدة العملاء، أو بعبارة أخرى إنها قضية العرض والطلب، وكلما قل العرض وزاد الطلب اشتعلت الأسعار.

وفي حين أن أكثر من 82 في المئة من الشركات التي شملها الاستطلاع قالت إنها وضعت حجم الطلب في قرارات التسعير الخاصة بها، قالت 52 في المئة فقط من الشركات إنها تأخذ المعدل الإجمالي للتضخم في الحسبان عند تحديد الأسعار.

هل العملاء على استعداد لدفع أسعار أعلى؟

في ظل الطلب القوي من قبل العملاء وزيادة الاتجاه نحو الشراء، يقول أستاذ التسويق في مدرسة "وارتون" بجامعة بنسلفانيا جون زينغ، إن العملاء أصبحوا مدربين على تحمل ارتفاع الأسعار، إذ تشهد الولايات المتحدة الأميركية موجات متتالية من ارتفاعات الأسعار منذ عام 2021، وبخلاف أزمات الاختناقات وسلاسل التوريد والإمداد تسببت الحرب الروسية ضد أوكرانيا في اشتعال أسعار الطاقة والتي بدورها تسببت في ارتفاع جميع السلع والخدمات.

وأضاف "كمستهلك وأثناء وجود تضخم مرتفع وعند مستويات قياسية وتاريخية، فأنت تعلم أن كلفة الشركات تتزايد، بالتالي فإنك تصبح أكثر تقبلاً لسعر أعلى، وهذا ما يفسر كيفية قبول العملاء ارتفاعات الأسعار والتعايش معها".

ويرى زينغ أن "الموافقة على زيادات الأسعار قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في المستقبل، وهي دورة يصعب كسرها، فكلما زاد التضخم استغلته الشركات في رفع الأسعار، المستهلك النهائي فقط هو الذي يتأثر، لأن الشركات تحصل على مزيد من الأرباح مع استمرارها في رفع أسعار المنتجات والخدمات التي تقدمها".

يقول نائب رئيس العمليات مارك مورفي إن مطعم "ماك أند تشيز" في مانشستر حاول رفع الأسعار قليلاً في وقت واحد لمواكبة التضخم في عام 2021، لكن ذلك لم يكن كافياً لتغطية الزيادات في كلفة الأعمال، وأضاف "خوفاً من رد الفعل العنيف من العملاء قبل المطعم هوامش أصغر بدلاً من فقدان زبائنهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعندما رفعت الشركة الأسعار أخيراً قال مورفي إن القرار كان "مؤلماً". وأضاف "كنا نبحث في مبيعاتنا وطلباتنا يومياً، وكنا نتحقق من كل مراجعة لمعرفة ما يقوله الناس. كان الأمر مخيفاً جداً، وعلى رغم هذه المخاوف فإن الأسعار المرتفعة لمطاعم ماكدونالدز لم تقطع العمل أو تقلل من حجم العملاء".

وأضاف "ما وجدناه في النهاية هو أن العملاء ربما لم يكونوا سعداء بذلك، لكنهم لم يتفاجأوا. أعتقد أنهم فهموا نوعاً ما أن الأسعار آخذة في الازدياد. إنهم يرون ذلك في كل مكان يذهبون إليه ويتقبلون أن تقوم الشركات برفع الأسعار وإن كانوا غير راضين عن ذلك".

وقال مورفي إن المطعم منذ ذلك الحين رفع الأسعار أكثر من مرة لمواكبة التضخم.

أرباح تفوق معدلات التضخم

في الوقت نفسه فقد رفعت الشركات المتعددة الجنسيات مثل "كولجيت" و"بروكتر أند جامبل" و"بيبسيكو" الأسعار بنسبة مضاعفة خلال العام الماضي، وفقاً لتقارير أرباحها للربع الأول، متجاوزة بكثير الزيادة في معدل التضخم في الولايات المتحدة الأميركية.

ومع قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة وتباطؤ الاقتصاد الأميركي قد يكون العملاء قريباً أقل حرصاً على الدفع مقابل السلع والخدمات.

قد تكون الشركات بالفعل في تناغم مع التغيير، إذ قال أولئك الذين شملهم الاستطلاع من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إنهم يتوقعون انخفاض الكلفة وضغوط الأسعار في العام المقبل.

تقول مصورة حفلات الزفاف في "سيراكيوز" في نيويورك إميلي نيتي إنها رفعت الأسعار ببضع مئات من الدولارات مرات عدة خلال العامين الماضيين، لدفع أسعار تنافسية للمصورين والمحررين الإضافيين الذين عينتهم.

ومع ذلك قالت إنها تدرك أن قاعدة عملائها المحليين قد ترغب قريباً في تقليص النفقات.

وأضافت "لقد بدأت في التباطؤ في سوقي الخاصة داخل سيراكيوز، أرى نفسي أرفع 100 دولار بدلاً من 300 دولار في الوقت الحالي، لذا يمكنني مضاهاة السوق".

اقرأ المزيد