الليرة التركية تهوي لمستوى قياسي جديد

انخفضت الليرة التركية 2.5 في المئة في مقابل الدولار اليوم الخميس بعد أن رفع البنك المركزي سعر الفائدة 650 نقطة أساس إلى 15 في المئة، في خطوة تمثل تراجعاً عن سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان الخاصة بخفض أسعار الفائدة، لكنها جاءت أقل من التوقعات.
وسجلت الليرة مستوى قياسياً منخفضاً عند 24.25 مقابل الدولار، في انخفاض سريع لم يستغرق سوى نحو نصف ساعة بعد إعلان قرار سعر الفائدة، وزاد ذلك خسائر الليرة في مقابل العملة الأميركية هذا العام.

إلى ذلك تعاني عملة تركيا منذ أكثر من خمس سنوات، وتواصل تراجعها مقابل الدولار الأميركي، فخلال الفترة من 2018 وحتى 2023 فقدت الليرة التركية أكثر من 77 في المئة من قيمتها مقابل الدولار، إذ سجلت العملة الأميركية الخضراء ارتفاعاً بنسبة 350.8 في المئة، بمتوسط مكاسب سنوية يبلغ نحو 70.2 في المئة، وذلك بعد أن زاد سعر صرف الدولار من مستوى 4.48 ليرة إلى نحو 24.25 ليرة في الوقت الحالي.

تركيا ترفع سعر الفائدة إلى 15 في المئة

وفي تلك الأثناء رفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة الأساسي 650 نقطة أساس إلى 15 في المئة اليوم، في تراجع عن سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان الخاصة بخفض أسعار الفائدة، إلا أن هذا الخطوة باتجاه تشديد الإجراءات بعد الانتخابات لا تزال أقل من التوقعات.
وفي أول اجتماع له بعد تعيين حفيظة غاية أركان في منصب المحافظ، غير البنك المركزي مساره بعد أن انتهج لسنوات سياسة التيسير النقدي التي انخفض فيها معدل اتفاقات إعادة الشراء "الريبو" لأجل أسبوع واحد إلى 8.5 في المئة من 19 في المئة عام 2021 على رغم ارتفاع التضخم.

ووفق البيانات المتاحة فقد أنفق البنك المركزي التركي نحو 30 مليار دولار لدعم الليرة منذ أول ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما دفع احتياطاته من النقد الأجنبي إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى منذ عام 2002.

وعين الرئيس رجب طيب أردوغان وزيراً جديداً للمالية ومحافظة جديدة للبنك المركزي بعد فوزه بولاية جديدة الشهر الماضي.

توقعات "موديز"

وكانت وكالة "موديز" للتصنيفات الائتمانية قالت الثلاثاء الماضي إن "تحول تركيا لسياسات اقتصادية تقليدية بدرجة أكبر ويمكن التنبؤ بها سيكون أمراً إيجابياً للتصنيف الائتماني بلا شك".

وقال تقرير "موديز" التي تضع التصنيف الائتماني لتركيا عند ((B3 مع نظرة مستقبلية مستقرة، إنه "إذا تم التحول تجاه أسلوب تقليدي بدرجة أكبر ومستند إلى القواعد ويمكن التنبؤ به في صنع السياسات فسيكون ذلك أمراً إيجابياً للتصنيف الائتماني بلا شك ويأتي باكراً عما توقعنا".

في موازاة ذلك يجب أن تمول تركيا إعادة إعمار المحافظات المتضررة من زلزال السادس من فبراير (شباط) الماضي الذي أوقع 50 ألف قتيل، والذي تقدر أضراره بأكثر من 100 مليار دولار.

تركيا ترفع الحد الأدنى للأجور 34 في المئة

وكانت تركيا أعلنت الثلاثاء الماضي زيادة جديدة في الحد الأدنى للأجور، إذ قال وزير العمل وداد إيشيق هان الثلاثاء الماضي إن "الحد الأدنى للأجور سيكون 11402 ليرة (483 دولاراً) شهرياً اعتباراً من النصف الثاني من العام الحالي"، مشيراً إلى زيادة نسبتها 34 في المئة من المستوى المحدد خلال ديسمبر الماضي.