Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأرباح تغري شركات النفط والغاز الكبرى للاستثمار في الليثيوم

استخراج المعدن النادر يفتح الباب للاستفادة من التحول للسيارات الكهربائية

في أميركا اللاتينية تتم عملية إنتاج الليثيوم بجهد ووقت كبير وبنتائج غير عالية الكفاءة (أ ف ب)

ملخص

مع اتجاه دول أوروبية وغربية لوقف استخدام سيارات البنزين والديزل ترغب الشركات في ألا تخسر نصيبها من سوق الوقود

تتجه شركات الطاقة الكبرى لاستكشاف سبل مساهمتها في توفر معدن الليثيوم النادر المستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في إطار التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة ضمن جهود مكافحة التغيرات المناخية.

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريراً عن خطط شركات كبرى مثل "إكسون موبيل" و"بريتيش بتروليم (بي بي)" للاستفادة من التطورات التكنولوجية لاستخراج المعدن الذي يواجه العالم نقصاً في توفره بالقدر الكافي لاستخدامه في صناعة بطاريات حفظ الطاقة.

وترغب الشركات الأميركية في الاستفادة من خبراتها في الاستكشاف والإنتاج من الضخ والمعالجة وحقن السوائل، وذلك لتطبيقها في مجال استخراج الليثيوم من المناجم العصية على التكنولوجيا الحالية.

هكذا تصبح شركات الطاقة مصدراً لتخفيف النقص الحاد في المعدن النادر، كما تنقل الصحيفة عن المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار في التعدين "تيك ميت" المدعوم من الحكومة الأميركية، برايان ميلين قوله "هناك عدد من شركات النفط والغاز الكبرى تدرس وتخطط بجدية في كيفية أن تصبح منتجاً كبيراً لمعدن الليثيوم".

لدى صندوق "تيك ميت" حصة معقولة من شركة "إنرجي سورس مينرالز" التي تعمل في مجال استخراج الليثيوم وتدعمها شركة خدمات حقول النفط الكبرى "شلومبرغر".

وإضافة إلى "شلومبرغر" هناك شركات كبرى مثل "إكسون موبيل" و"أكسيدنتال بروليم" و"إكينور" تعمل أيضاً على الدخول في مجال الليثيوم، مستفيدة من خبراتها في استخراج النفط والغاز الحالي والتطورات التكنولوجية في مجال التعدين.

تكنولوجيا الاستخراج السائل

يتوقف نجاح شركات الطاقة الكبرى في الدخول إلى مجال تعدين الليثيوم على تكنولوجيا جديدة يجري تطويرها حالياً لإنتاج المعدن من المناجم السائلة، فالقدر الأكبر من إنتاج الليثيوم في الصين وأستراليا حالياً هو من الصخور المعدنية، لكن في بعض المناطق بأميركا اللاتينية يتم استخراج الليثيوم من مناجم سائلة، حيث ترسبات الليثيوم ومعادن أخرى تكون في سوائل ملحية تحت قشرة الأرض.

وفي أميركا اللاتينية تتم عملية إنتاج الليثيوم بجهد ووقت كبير وبنتائج غير عالية الكفاءة، إذ يتم الفصل بتبخير السوائل المستخرجة من حقول الإنتاج المعدنية للسوائل الملحية، وبعد التبخير في مساحات مفتوحة، يكون الليثيوم مختلطاً مع عناصر أخرى ترسبت.

أما التكنولوجيا التي يجري العمل على تطويرها حالياً وتسمى "الاستخراج المباشر لليثيوم"، فتعتمد تلك التكنولوجيا على فصل الليثيوم مباشرة عن بقية العناصر، فيما يستخرج من حقول المعادن السائلة باستخدام أغشية ومرشحات وغيرها، ولن يحتاج الأمر إلى عمليات التبخير والفصل المكلفة والتي تستغرق وقتاً وجهداً كما يحدث حالياً في مناجم أميركا الجنوبية.

يقول بنك "غولدمان ساكس" الاستثماري عن التكنولوجيا الجديدة إنها "قادرة على تغيير قواعد اللعبة" في مجال إنتاج الليثيوم كما فعلت تكنولوجيا الغاز والنفط الصخري في مجال الوقود الأحفوري.

من شأن نجاح تلك التكنولوجيا تسريع عملية استخراج الليثيوم لتصبح أياماً بدلاً من أشهر حالياً، كما أن معدلات الاستخراج من السائل ستصبح عند نسبة ما بين 60 و80 في المئة مقابل 40 في المئة حالياً، وهو ما يجعل الجدوى الاقتصادية أعلى بكثير.

ومع أن تلك التكنولوجيا استخدمت من قبل شركة "ليفنت" في الأرجنتين وشركة "كينجاي" في الصين منذ عام 1998، إلا أنها غير مثبتة للاستخدام على نطاق تجاري واسع، وإذا نجحت التجارب الحالية لتطويرها للاستخدام على نطاق تجاري فسيكون ذلك باب دخول شركات النفط والغاز الكبرى إلى مجال تعدين الليثيوم.

الربحية من السوق

تسعى شركات الطاقة الكبرى إلى عدم تفويت فرصة الإبقاء على ربحيتها العالية مع تحول العالم إلى السيارات الكهربائية ضمن التزامات أهداف تقليل الانبعاثات.

ومع اتجاه دول أوروبية وغربية لوقف استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل في غضون سنوات، ترغب شركات النفط والغاز الغربية في ألا تخسر نصيبها من سوق الوقود، لذا تتجه للعمل في مجال استخراج الليثيوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن تجارب شركات الطاقة الكبرى في هذا المجال ما زالت في مهدها وتتسم بالحذر. يضيف برايان ميلين "إنه تطور طبيعي لشركات النفط. فحقول استخراج الليثيوم تختلف حتى عن شبكات شحن السيارات الكهربائية (التي تستثمر فيها الشركات الطاقة مثل محطات البنزين) أو توربينات الرياح التي لا تملك تلك الشركات مهارات فيها غير إدارة المشروعات، أما في مجال مناجم الليثيوم فلدى شركات النفط والغاز مهارات وخبرة ضخ السوائل من تحت القشرة الأرضية".

تسعى الشركات من "إكسون موبيل" و"شيفرون" في الولايات المتحدة" إلى "إكينور" و"بي بي" في أوروبا حثيثاً للدخول في مجال تعدين الليثيوم، وبدأت بالاستثمار في شراء حصص صغيرة في شركات إنتاج الليثيوم أو شراء حقوق وتصاريح حقول محتملة، إذ دفعت "إكسون موبيل" حديثاً 100 مليون دولار لشراء أحواض ملحية محيطة تحتوي على الليثيوم بحقول النفط في ولاية أركنساس، وكانت تنافسها عليه شركة "شلومبرغر" وشركة "إكينور".

واشترت "إكينور" حصة في شركة "ليثيوم دي فرانس" عام 2021، بينما تملك شركة "أكسيدنتال" العاملة أساساً في مجال الغاز والنفط الصخري نصف مجموعة تكنولوجيات الليثيوم "تيرا ليثيوم"، وبحسب تقرير "فايننشال تايمز" تعمل شركات النفط والغاز الكبرى على التوسع مستقبلاً في مجال تعدين الليثيوم بانتظار تطوير تكنولوجيا الاستخراج المباشر للمعدن المهم.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز