Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يهدد المعدن الأحمر التحول العالمي في مجال الطاقة؟

محللون يتوقعون أزمة نقص في النحاس خلال ثلاثينيات القرن الحالي مع تضاعف حجم الاستهلاك

 شهدت سوق النحاس نمواً بنحو 50 في المئة بين عامي 2017 و2022 إذ يبلغ حجمها حالياً نحو 200 مليار دولار (أ ف ب)

ملخص

 نسبة النحاس المعاد تدويره والمتداول حالياً تصل إلى 40 في المئة، أي ما يعادل ثلث العرض سنوياً.

تشير التوقعات إلى أن العالم قد يواجه أزمة تهدد عمليات التحول في مجال الطاقة نتيجة تراجع حجم المعروض من النحاس، المعدن الأحمر، تقدر بما بين 5 و6 ملايين طن، مقارنة بالطلب على المدى المتوسط.

ويتجه قلق المتخصصين نحو عمليات التحول في مجال الطاقة، إذ إن المعدن الأحمر أساس في الانتقال إلى استخدام الطاقة الكهربائية، ويعد الوسيلة الرئيسة للحد من غازات الاحتباس الحراري.

النحاس أكثر متانة وأقل كلفة

 وتعليقاً على ذلك قال المتخصص ومدير عمليات مجموعة "نيكسانز" فنسان ديسال إنه "عندما تريد نقل الطاقة داخل سيارة أو مبنى أو بين مصنع للإنتاج ومكان الاستهلاك، تحتاج إلى تمرير التيار الكهربائي، وحالياً ليس لدينا ما هو أفضل من النحاس وبكلفة ومتانة مقبولتين".
وأكد ديسال أن "العالم دفع قسراً إلى الاعتماد على الكهرباء للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، مما زاد الطلب على النحاس"، مشيراً إلى أن "أوروبا خصوصاً تريد خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 55 في المئة بحلول عام 2030 مقارنة بعام 1990 بالتزامنا مع اتجاه البلدان الناشئة نحو الكهرباء.

القيمة السوقية تصل إلى 200 مليار دولار

وفي الأثناء تؤكد وكالة الطاقة الدولية التي تنظم قمة حول المعادن المهمة للتحول في مجال الطاقة هذا الأسبوع، أن سوق النحاس شهدت نمواً بنحو 50 في المئة بين عامي 2017 و2022 ليبلغ حجمها نحو 200 مليار دولار.
وأضاف ديسال، "كان العالم يستهلك بين 9 و 10 ملايين طن من النحاس منذ 20 عاماً، وحالياً يبلغ استهلاكه ما بين 23 و 24 مليون طن، أي أن الرقم تضاعف خلال تلك الفترة"، متوقعاً أنه في غضون 10 سنوات وحسب يحتمل أن يبلغ الاستهلاك ما بين 35 و40 مليون طن".
وتابع، "إضافة إلى أن ربط توربينات الرياح البحرية بالشبكات الكهربائية يتطلب كابلات كثيرة، تحتاج السيارة الكهربائية أيضاً إلى ضعف كمية النحاس التي تحتاج إليها السيارة الحرارية".

الألومنيوم بديل جيد

وأشار ديسال إلى أن "هناك طرقاً كثيرة لتفادي النقص في سوق النحاس وبينها استخدام الألومنيوم، إذ إنه موصل جيد للتيار ولا يشهد شحاً في الموارد"، مستدركاً "لكن سلسلة توريده تطرح صعوبات، إذ يتطلب إنتاجه ثلاث مراحل مختلفة، ولا تكون دائماً في المناطق الجغرافية نفسها".

وأكد مدير عمليات مجموعة "نيكسانز" أن "إنتاج الألومنيوم يستهلك كميات كبيرة من الطاقة ويؤدي إلى انبعاثات كربونية، وبالتالي يعتمد سعره بصورة كبيرة على أسعار الطاقة"، مضيفاً أن
"هناك عنصراً جيوسياسياً يولد قيوداً إضافية على سوق النحاس"، وموضحاً أن "أحد أكبر منتجي الألومنيوم في العالم روسي"، مشيراً إلى أن أبرز السبل لتجنب النقص في سوق النحاس هو إعادة تدويره".

مشكلة في ثلاثينيات القرن الحالي

من جهته قال عضو الرابطة الدولية للنحاس لوران شوكوالي إن "البيانات تشير منذ أعوام إلى احتمال حدوث نقص في العرض، وهو ما لم يحدث بعد لأسباب مختلفة من بينها تطور الأسعار واستبدال المعدن الأحمر في بعض الأحيان".
وأضاف شوكوالي أنه "نظراً إلى النمو الهائل في الطلب فيمكننا أن نواجه مشكلة في بداية ثلاثينيات القرن الحالي مع عجز يبلغ ما بين 5 و 6 ملايين طن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشار إلى أن "الرابطة الدولية للنحاس" تضم شركات تعدين ومصاهر، وتمثل 50 في المئة من أطنان النحاس المنتجة في العالم، وكذلك تقدر الرابطة نسبة النحاس المعاد تدويره والمتداول حالياً بنحو 40 في المئة، وهو ما يمثل نحو ثلث العرض سنوياً، إذ تزداد أهمية هذه الطريقة في البلدان الصناعية.
وأكد شوكوالي أنه "يصعب تصور إعادة تدوير النحاس بنسبة 100 في المئة على المدى الطويل، نظراً لكونه غالباً ما يكون مدفوناً في الأرض أو في المباني"، مستدركاً أنه "يمكن زيادة نسبة الـ 40 في المئة من خلال التحسين العام لأنظمة التجميع وتحسين تقنيات فصل النحاس عن العناصر الأخرى".

تراجع الأسعار لأدنى مستوى في 4 أشهر

في غضون ذلك انخفضت أسعار النحاس الإثنين الماضي لتقترب من أدنى مستوياتها خلال الأشهر الأربعة التي سجلتها الأسبوع الماضي، مع سيطرة المخاوف في شأن الطلب الصيني وارتفاع الأسهم وقوة الدولار على المعنويات.

وانخفض النحاس القياسي في بورصة لندن للمعادن 0.8 في المئة إلى 8155 دولاراً للطن المتري، ولامس المعدن المستخدم في الطاقة والبناء في وقت سابق 8110 دولارات قرب مستوى 8071 دولاراً الذي سجله الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ نهاية مايو (أيار) الماضي.

إلى ذلك تتعرض أسعار المعادن الصناعية لضغوط هذا العام بسبب تباطؤ الطلب في الصين، إذ تعثرت سوق العقارات وتقلص التصنيع، وتعليقاً على ذلك قال المحلل لدى "جوليوس باير" كارستن مينكي إنه "ليس لدى الصين شهية لتحفيز البنية التحتية الكبيرة لأن المخزون كبير جداً بالفعل"، مضيفاً "أي تحفيز يجب أن يكون كبيراً لإحداث أي فرق في الطلب"، بحسب شبكة "سي أن بي سي".

ضعف الطلب الصيني

وتابع مينكي، "في ما يتعلق بالعقارات فإن عدد سكان الصين آخذ في الانخفاض والحكومة تعلم أنه ستكون هناك حاجة إلى عدد أقل من الشقق في المستقبل"، مستدركاً "ستأتي الدلائل حول توقعات الطلب الصيني من الدراسات الاستقصائية لمديري المشتريات في قطاع التصنيع داخل البلاد هذا الأسبوع".

وعلى رغم ذلك أوضح مينكي أن هناك تفاؤلاً حين قال إن "التوجه العالمي نحو تحول الطاقة سيتطلب كميات كبيرة من النحاس لتوصيل الأسلاك، مما يشير إلى آفاق نمو المعدن الأحمر على المدى الطويل بفضل التوجه العالمي نحو تحول الطاقة، وهو ما سيتطلب كميات كبيرة من النحاس لتوصيل الأسلاك"، مؤكداً أنه "من منظور تحول الطاقة فإن التوقعات إيجابية، وإذا انخفض النحاس إلى 8 آلاف دولار أو أقل فهذه فرصة للشراء".

وبصورة عامة تعرضت المعادن الصناعية إلى ضغوط من قوة العملة الأميركية والتي حينما ترتفع فإنها تجعل المعادن المقومة بالدولار أكثر كلفة على حائزي العملات الأخرى، وهو ما يضعف الطلب.

وفي الأثناء انخفض الألومنيوم 0.3 في المئة إلى 2233 دولاراً للطن، وتراجع الزنك واحد في المئة إلى 2536 دولاراً، بينما هبط الرصاص 1.7 في المئة إلى 2179 دولاراً، وانخفض القصدير 1.6 في المئة إلى 25825 دولاراً، وخسر النيكل 1.5 في المئة ليصل إلى 19130 دولاراً.