Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل أصبح كبار السن السلاح السري للاقتصاد الأميركي؟

يمثل الأفراد الذين يبلغون 65 سنة أو أكثر حصة قياسية من الإنفاق وهم أقل عرضة لأسعار الفائدة

تلقى المتقاعدون زيادة في تكلفة المعيشة بنسبة 8.7 في المئة على مدفوعات الضمان الاجتماعي هي أكبر منذ 1981 (أ ف ب)

ملخص

أنفقت الأسرة المتوسطة نسبة 2.7 في المئة في العام الماضي أكثر مما كانت عليه في عام 2021 وأبلغ المستهلكون الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة عن إنفاق أكبر بنسبة 7.9 في المئة في أغسطس الماضي

أثبت الإنفاق الاستهلاكي مرونته الشديدة مع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) برفع أسعار الفائدة، بدعم من إنفاق المستهلكين من كبار السن، إذ شكل الأميركيون الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة فما فوق 22 في المئة من الإنفاق العام الماضي، وهي أعلى حصة منذ بدء السجلات في عام 1972، وارتفاعاً من 15 في المئة في عام 2010، وفقاً لمسح وزارة العمل الأميركية لنفقات المستهلكين الذي صدر في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقالت كبيرة الاقتصاديين في شركة التحليل الاقتصادي "أسوشيتس"، سوزان ستيرن، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "هؤلاء هم المستهلكون الذين ستكون لهم أهمية خلال العام المقبل".

أضافت "أن حصتنا الكبيرة من المستهلكين الأكبر سناً توفر قاعدة استهلاكية في أوقات مثل اليوم عندما يتباطأ نمو الوظائف، وترتفع أسعار الفائدة، ويبدأ سداد قروض ديون الطلاب مرة أخرى".

ميول الإنفاق المرتفعة

في حين تعكس ميول الإنفاق المرتفعة لدى كبار السن الصحة والثروة وربما الآثار النفسية المستمرة للوباء.

وقالت مورين غرين، 66 سنة، من كيب كود بولاية ماساتشوستس، للصحيفة، " طوال حياتي، وأنا أستثني الإنفاق على هذا وذاك، والآن هناك أموال في البنك وأنا أنفق بطرق تجعلني أقرب إلى الأصدقاء والعائلة أكثر مما فعلته من ذي قبل."

وقدرت غرين، وهي وكيلة عقارية ولديها أربعة أطفال يعيشون في جميع أنحاء البلاد، أنها تنفق 25 في المئة أكثر وضعف الوقت في السفر الآن مقارنة بعام 2019، وسافرت أخيراً إلى سيراكيوز، نيويورك، لحضور معرض للصور مع الأصدقاء، كما قامت بجولة في رود آيلاند مع ابنها وصديقته.

أضافت "هناك مليون أميركي لم ينجوا من "كوفيد" وما تعلمته من الجائحة هو أنني لا أترك الوقت يمر دون عمل الكثير، فلن يكون هناك وقت بعد الآن".

من جانبه، قال كبير مستشاري البيع بالتجزئة في شركة "سيركانا"، وهي شركة أبحاث متخصصة في سلوك المستهلك، مارشال كوهين، "لقد تغير نمط حياة كبار السن بشكل كبير، فهم أكثر نشاطاً من أي وقت مضى وأدى ذلك إلى توسيع قائمة الترفيه التي يمكن الإنفاق عليها، إنهم يركبون الدراجات الإلكترونية ويتنزهون ويسافرون، وهم يفعلون هذه الأشياء لفترة أطول مما فعلوه في أي وقت مضى".

نمو إنفاق كبار السن

ووفقاً لوزارة العمل الأميركية، أنفقت الأسرة المتوسطة التي يقودها شخص يبلغ من العمر 65 سنة أو أكبر بنسبة 2.7 في المئة في العام الماضي أكثر مما كانت عليه في عام 2021، معدلة وفقاً للتضخم، مقارنة بـ0.7 في المئة للأسر التي تقل أعمارهم عن 65 سنة، وارتفع إنفاق الأسر الأكبر سناً بنسبة 34.5 في المئة عن عام 1982، مقارنة بنسبة 16.5 في المئة للأسر الأصغر سناً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم عدم توفر بيانات قابلة للمقارنة لعام 2023، فقد أبلغ المستهلكون الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة عن إنفاق أكبر بنسبة 7.9 في المئة في أغسطس (آب) الماضي، مقارنة بالعام السابق، ومقارنة بزيادة بنسبة 5.1 في المئة بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 60 سنة وبزيادة بنسبة 4.6 في المئة للمستهلكين الأصغر سناً، وفقاً لاستطلاع أجراه البنك المركزي لنيويورك، مع الإشارة إلى أنه لم يتم تعديل البيانات للتضخم.

وقالت شركة "أميركان كروز لاينز"، التي توجه رحلاتها البحرية نحو المستهلكين الأكبر سناً، إنها تشهد نمواً في المبيعات برقم مزدوج هذا العام، مدفوعاً إلى حد كبير بجيل الطفرة السكانية. وكانت أضافت شركة "جيلفورد" بولاية كونيتيكت هذا العام ثلاث سفن إلى أسطولها ووسعت موسمها لمدة شهر لبعض الطرق الشهيرة.

وقال رئيس "أميركان كروز لاينز" ومديرها التنفيذي، تشارلز بي روبرتسون، "لقد اجتذبت الرحلات النهرية تقليدياً جمهوراً أكبر سناً، ومع تقاعد مزيد من جيل الطفرة السكانية كل عام، نرى معدلاً سريعاً للنمو والطلب على تجارب أطول".

الاقتصاد الفضي

وهناك عامل آخر لصالح كبار السن وهو الموارد المالية القوية نسبياً، إذ يمتلك الأميركيون الذين تبلغ أعمارهم 70 سنة أو أكثر الآن ما يقرب من 26 في المئة من ثروات الأسرة، وهو أعلى مستوى منذ بدء السجلات في عام 1989، وفقاً لـ"الاحتياطي الفيدرالي"، مما يعزز ما يطلق عليه "الاقتصاد الفضي" في البلاد، وهو نظام إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات الذي يهدف إلى استخدام إمكانات الشراء لكبار السن وكبار السن وتلبية حاجاتهم الاستهلاكية والمعيشية والصحية.

لا يزال الاقتصاديون يرون احتمالاً كبيراً نسبياً لحدوث الركود في العام المقبل، لكن الرئيس وكبير استراتيجيي الاستثمار في شركة يارديني للأبحاث، إد يارديني، ليس واحداً منهم، وذلك لسبب مهم وهو أنه وفقاً لتقديرات بنك الاحتياطي الفيدرالي، فقد جمع جيل طفرة المواليد وحدهم الآن ثروة قدرها 77.1 تريليون دولار، وقال ياديني "هناك فجوة يبلغ حجمها 77 تريليون دولار في النظرية القائلة إن نفاد مدخرات المستهلكين بسبب الوباء سيغرق الاقتصاد".

عوامل الحماية

يمتلك كبار السن في الولايات المتحدة ديوناً استهلاكية أقل، وديوناً طلابية أقل، ومن المرجح أن يمتلكوا منازلهم بشكل مباشر، وقام عديد من أولئك الذين لديهم قروض عقارية بإعادة تمويل معدلات الرهن العقاري المنخفضة غير المسبوقة بعد تفشي الوباء، وهم أقل عرضة للحاجة إلى الانتقال بسبب توسع الأسرة أو الحصول على وظيفة جديدة مما يحميهم من تأثير ارتفاع تكاليف السكن.

وتلقى المتقاعدون زيادة في تكلفة المعيشة بنسبة 8.7 في المئة على مدفوعات الضمان الاجتماعي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وهي أكبر زيادة في عام واحد منذ عام 1981، وتعديل تلقائي لتعويض ذروة التضخم التي بلغت 9.1 في المئة في العام الماضي.

وأسهمت هذه العوامل في حماية كبار السن من ويلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، وكان إنفاق كبار السن أقل عرضة لارتفاع معدلات البطالة الذي يتوقعه عديد من الاقتصاديين في الأرباع المقبلة.

وقال مدير التسويق، تود بيزولد، إن الطلب على الاشتراك في المهرجان الصيفي لأوبرا سينسيناتي هذا العام كان قوياً بشكل مدهش ومدفوعاً بالرعاة الأكبر سناً.

أضاف "على رغم الاتجاه السائد منذ سنوات في انخفاض الاشتراكات في كل أشكال الفن، فقد ارتفعنا هذا العام بنسبة ثلاثة في المئة". وجاءت هذه القفزة في الطلب على رغم الارتفاع الحاد في أسعار التذاكر بسبب التضخم لعديد من السنوات، وتابع "إن الغالبية العظمى من المشتركين لدينا هم من جيل طفرة المواليد" في إشارة إلى المواليد الذين ولدوا أثناء الفترة الديموغرافية لـطفرة المواليد بعد الحرب العالمية الثانية بين عامي 1946 و1964.

اقرأ المزيد