Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تزاحم أدوية إنقاص الوزن مبيعات الغذاء والملابس؟

يتوقع باحثون أن يضيف عقار "أوزمبيك" عبئاً بقيمة 25 مليار دولار على صناعة المطاعم الأميركية في 2025 وتخفف من أوزان الطائرات

لاحظت بعض الشركات اختلافاً في أسلوب تسوق متعاطي الأدوية الجديدة (غيتي)

ملخص

بنك "مورغان ستانلي" يتوقع أن يتناول سبعة في المئة من الأميركيين البالغين عقاقير إنقاص الوزن الجديدة بحلول عام 2035.

تستعد الشركات المتخصصة في صناعة المواد الغذائية لمواجهة التوسع في استخدام العقاقير الطبية الجديدة التي تستخدم لإنقاص الوزن، إذ يراهن بعض المستثمرين على أن انتشار هذه الأدوية قد يعجل بحدوث تحولات كبيرة في الطريقة التي يأكل بها الأميركيون، وكذلك الملابس التي يشترونها، وقد تصل التحولات لتؤثر في الوزن الذي تحمله طائرات الركاب.

إلى ذلك، لاحظت بعض الشركات اختلافاً في أسلوب تسوق متعاطي الأدوية الجديدة، إذ قال أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة "وول مارت" في حديث إلى "بلومبيرغ" الأسبوع الماضي، أن كبار بائعي التجزئة لاحظوا أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية جي أل بي-1(GLP-1) مثل " أوزمبيك" و"ويغوفي" يشترون طعاماً أقل قليلاً من نظرائهم من العملاء الآخرين.

في غضون ذلك، انخفضت أسهم شركة "مونديليز إنترناشيونال" المتخصصة في صناعة الوجبات الخفيفة الشهيرة مثل بسكويت "أوريوس" و"ريتز"، بنسبة 7.7 في المئة خلال اليومين الماضيين، كما شهدت شركتا "هيرشي" و"بيبسي كولا" انخفاضاً مماثلاً في أسهمهما.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة "وول مارت"، دوغ ماكميلون، قال في مكالمة هاتفية تتعلق بالأرباح في أغسطس (آب) الماضي، إن أدوية "جي أل بي-1" التي تبيعها الشركة من خلال الصيدليات (منافذ لبيع منتجاتها) ساعدت في رفع مبيعاتها، مستدركاً "لكن لم تمكنها من تحقيق الأرباح"، موضحاً "الأدوية ذات العلامات التجارية لها هوامش ربح أقل".

في المقابل، أبدى قادة الشركات الأخرى تفاؤلاً مشرقاً عندما أجابوا على أسئلة تدور حول تأثير "جي أل بي-1" على توقعاتهم، فقال الرئيس التنفيذي لوحدة أميركا الشمالية التابعة لشركة "نستله" ستيفن وود بريسلي، في مؤتمر "باركليز" الشهر الماضي، إن شركته تراقب بوضوح تأثير أدوية" جي أل بي-1"، مضيفاً "ستخلق فرصة جيدة لزيادة وجباتها الخالية من الدهون".

وقال بريسلي، وفقاً لوكالة "إس أند بي غلوبال ماركت إنتيليجينس"، إن "هذا النوع من الوجبات قد ينم تناوله تزامناً مع تناول هذا النوع من العقاقير".

إلى ذلك، اتجه محللو "بنك أوف أميركا" إلى تحليل وقراءة تأثير تلك العقارات على نطاق أوسع، إذ قالوا في تقرير الأسبوع الماضي، إنه "من خلال الحد من الرغبة الشديدة والسلوكيات الإدمانية، يمكن أن يمتد تأثير العقارات عبر أسواق التبغ والكحول والقمار".

توفير كلف الوقود السنوية

في المقابل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك، إذ افترض محللو بنك "غيفريز" الاستثماري، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" أنه إذ فقد عدد كاف من البالغين ما يكفي من الوزن بسبب تناول هذه العقاقير، فيمكنهم تقليل وزن الطائرة، مشيرين إلى أنه "في حالة انخفاض متوسط وزن الراكب بمقدار 10 أرطال، فقد يوفر ذلك 1790 رطلاً لكل رحلة، مما سيؤدي إلى توفير 80 مليون دولار من كلف الوقود السنوية لكل شركة طيران.

في غضون ذلك، لا يزال هناك الكثير من الأمور غير المفهومة حول أدوية" جي أل بي-1"، والتي سميت على اسم هرمون الأمعاء الطبيعي الذي تحاكيه في كيفية التأثير، بما في ذلك التأثيرات طويلة المدى لتناولها، إذ يقول العديد من المسؤولين التنفيذيين إنه لا يزال من السابق لأوانه حساب أي تأثير في المدى الطويل.

وتعمل أدوية مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" و"ماونغارو" على إبطاء إفراغ المعدة، مما يجعل الأشخاص يشعرون بالشبع أكثر ويتناولون كميات أقل من الطعام، كما يمكن للأشخاص الذين يعانون السمنة المفرطة أن يفقدوا ما بين 15 إلى 20 في المئة من وزنهم عند تناول هذه الأدوية المثبطة للشهية.

يشار إلى أن الطلب على أدوية إنقاص الوزن مرتفع للغاية للدرجة التي لم تستطع شركتا الأدوية المهيمنتان على القطاع، "نوفو نورديسك" و"إيلي ليلي"، إنتاج ما يكفي لتلبية طلب المرضى".

وكتب مقدمو الرعاية الصحية نحو أكثر من 9 ملايين وصفة طبية لأدوية "جي أل بي-1" في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2022، وفقاً لشركة تحليل البيانات "تريلاينت هيلث".

الحجم النهائي للسوق أكبر بكثير

ومع ذلك، فإن الحجم النهائي للسوق أكبر بكثير، إذ إن أكثر من 40 في المئة من البالغين الأميركيين يستوفون معايير السمنة، وفقاً لمراكز السيطرة الأميركية على الأمراض والوقاية منها، فيما يتسابق صانعو الأدوية لتطوير أدوية أكثر قوة لإنقاص الوزن وإصدارات من الأدوية القابلة للحقن، إذ يقدر بعض المحللين أنها يمكن أن تصبح أكبر فئة من المستحضرات الصيدلانية في الصناعة.

ومع ذلك، فإن هذه التوقعات ليست رهاناً أكيداً، إذ تغطي شركات تأمين عدة أدوية "أوزمبيك" و"ماونغارو" لعلاج مرض السكري، وهو الغرض الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء من أجله، ولكن ليس لفقدان الوزن.

ومع أسعار القائمة التي تتراوح بين أكثر من 900 دولار إلى 1300 دولار شهرياً، قد يكون من الصعب على العديد من المرضى تحمل كلف الأدوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أنها تأتي مع آثار جانبية يمكن أن تكون غير سارة، مثل الغثيان والإسهال، إذ وجدت دراسة حديثة أن ما يقارب من 70 في المئة من المرضى الذين تناولوا عقار "ويغوفي" وعقار "ساكسيندا" القديم لإنقاص الوزن، توقفوا عن تناول الأدوية، من دون ذكر السبب.

بينما تجاهلت بعض المطاعم أي آثار ناجمة عن انخفاض شهية العملاء، مشيرة إلى أن العديد من رواد المطاعم يخرجون لتناول الطعام للتواصل مع الأصدقاء والعائلة.

وتعليقاً على ذلك قال الرئيس التنفيذي لمطاعم "داردن"، التي تضم "أوليف غاردن"، و"ريك كارديناس"، في بيان رسمي، "سنرد على أي شيء يحدث"، مستدركاً "لكننا لا نعتقد أنه سيكون له تأثير ملموس بالنسبة لنا بسبب الطبيعة الاحتفالية"، مضيفاً "إذا أدى ذلك إلى قمع الشهية قليلاً، فسيستمرون في تناول الطعام".

صناعة المشروبات وتغير سلوكيات المستهلكين

من جانب آخر، قد تكون صناعة المشروبات معرضة بشكل خاص لتغير سلوكيات المستهلكين، ففي دراسة أجريت على 300 من مرضى السمنة هذا الصيف، أفاد العديد منهم بتقليص تناولهم للمشروبات غير الكحولية والكحولية بشكل كبير، إذ تناول 65 في المئة منهم كميات أقل من المشروبات الغازية السكرية و62 في المئة يشربون كميات أقل من الكحول، وفقاً لأبحاث "مورغان ستانلي" الأخيرة فيما توقف ما يقارب من ربعهم عن شرب الكحول، وتوقف ما يقارب من 20 في المئة عن المشروبات السكرية.

في حين يتوقع بنك "مورغان ستانلي" أن نحو سبعة في المئة من الأميركيين البالغين (24 مليون شخص) سيتناولون هذه العقاقير الجديدة بحلول عام 2035، مع انخفاض بنسبة 1.3 في المئة في استهلاك السعرات الحرارية في الولايات المتحدة بصورة عامة، ولكن عادة لا يتم إنشاء جميع السعرات الحرارية بالتساوي.

وقال الاستراتيجيون في بنك "باركليز" إن "هذه الأدوية تمثل تهديداً كبيراً للوجبات السريعة"، بينما يتوقع بنك "مورغان ستانلي" طفرة هائلة في مبيعات الفواكه والخضراوات الطازجة.

في تلك الأثناء، توقع العضو المنتدب في شركة "ميزوهو سيكيوريتيز" دان دوليف، في برنامج "ذا إكستشينغ" على قناة "سي أن بي سي" الأسبوع الماضي، أن العقاقير قد تمثل عبئاً إضافياً بقيمة 25 مليار دولار على صناعة المطاعم الأميركية بحلول عام 2025، مما قد يؤدي إلى تقليل مبيعات معدات المطاعم والمشتريات من موزعي المواد الغذائية بالجملة، والتوظيف وحتى أعمال التوصيل من طرف ثالث.

وفي مكالمة أرباح مع المستثمرين الأسبوع الماضي، سئل الرئيس التنفيذي لشركة" كونغارا" شون كونولي، عن كيفية تأثير هذه الأدوية على النتيجة النهائية لعملاق الأغذية؟ ورد كونولي، أن "شركته ستتطور جنباً إلى جنب مع عملائها"، لكنه لم يتوقع الحاجة إلى التغيير بهذه السرعة.

وقال "إذا انتهى بنا الأمر إلى رؤية تغييرات في أنماط الأكل لدى المستهلكين، فلنفترض أنهم يذهبون إلى حصص أصغر، فإننا سنصمم حصصاً أصغر"، مضيفاً "إذا تحولوا إلى أنواع مختلفة من العناصر الغذائية، فإننا نطور الابتكار، ونتحول إلى أنواع مختلفة من العناصر الغذائية، وهذا هو النوع من الأشياء التي ستحدث على مدى خمس سنوات أو 10 أو 15 سنة، وليس على مدى الأشهر الستة المقبلة".